من مجله الشباب
العالم الكبير د. أحمد زويل:جيوش المستقبل لن تتكون من البشر ؟!
حوار : ليلي محمد مصطفي
ساعة فقط هي عمر اللقاء الذي جمعنا بالعالم الكبيرد.أحمد زويل التقت به الشباب ليحدثنا عن أفكاره ورؤيته المستقبلية للعالم في ظل اكتشاف النانو تكنولوجي ورؤيته للتعليم في مجتمعنا العربي والبحث العلمي والتكنولوجي الحديث المسيطر علي العالم, ونظرا لضيق الوقت لارتباطه بحفل في دار الأوبرا فقد جاءت الإجابات عن الأسئلة بصورة مختصرة .
ماهي أهم اختراعاتك؟
لقد تمكنت من رصد الذرات في حالتها الديناميكية أي تمكنت من رصد الذرات وهي تتحرك معتمدا علي أجهزة الليزر فائقة السرعة, فتمكنت من قياس حركة هذه الذرات بالفمتو ثانية وهومايعادل (1 علي واحد أمامه 15 صفرا من الثانية) وهي أصغر بكثير من البيكوثانية والتي تساوي جزءا من ألف بليون جزء من الثانية (1 علي 12 صفرا), كما أعلنت عن ظهور علوم جديدة مثل الفمتوكيمياء والفمتوبيولوجيا.
إذن ما هو النانو تكنولوجي؟
النانوتكنولوجي يقصد بها تكنولوجيا المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية.
تعني هذه العبارة حرفيا تقنيات تصنع علي مقياس النانومتر. والنانومتر هو أصغر وحدة قياس مترية كما هو معروف, ويبلغ واحدا من ألف من مليون من المتر وتستخدم تقنية النانو في الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدت جديدة ذات سمات غير عادية. وباستخدام هذه التقنية بالإمكان إعادة بناء جزيئات أية مادة وتشكيلها حسبما نريد, فأية مادة في الكون تتكون من جزيئات, فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الجزيئات فإن هذا يعني أن بإمكاننا صناعة ما نريده.
فالنانو تكنولوجي هو الجيل الخامس في عالم الإلكترونيات كما هو معروف, وقد سبقه الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإليكتروني, والجيل الثاني الذي استخدم الترانزستور, والثالث الذي استعمل الذرات الإليكترونية ثم الرابع هو جيل المعالجات الصغيرة المايكروبروسيسر, ونحن الآن نعيش في الجيل الخامس (النانو تكنولوجي) الذي لم يطبق بالكامل بعد, وهو جيل المستقبل, الجيل القادم.
ويضيف قائلا: إن إحدي أهم الصناعات القائمة باستخدام هذه التقنية هي صناعة الإنسان الآلي, وهو ليس الإنسان الآلي الذي نراه في أفلام التليفزيون, وهذه مهزلة إن قورنت بما نتكلم عنه. الإنسان الآلي القادم هو كائن متناه في الصغر ويتكون من الكربون والسيليكون, وهذا الكائن الآلي الصغير قادر علي صناعة الأعاجيب, مثلا بالإمكان إرسال هذه الكائنات النانوية داخل الجسم البشري للقضاء علي خلايا السرطان, وإصلاح الخلايا التالفة, ووقف عملية التقدم في العمر, وهذه الآلات الصغيرة الفائقة الذكاء قادرة علي إنتاج ذاتها بذاتها وفق ظاهرة التصغير. كما أن التطبيقات العسكرية لتكنولوجيا النانو لها إمكانات أكبر من الأسلحة النووية في تغيير توازن القوي جذريا, حيث يمكن التهام قوة معادية في ساعات قليلة بقطعان غير مرئية تقريبا لتريليونات من أجهزة الانسان الآلي التي تنسخ نفسها وتتكاثر بهذه الطريقة.
إن هذا يعني ببساطة أن جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من هذه الكائنات النانوية التي يمكن إرسالها إلي أية بقعة معادية للقضاء علي كل من فيها من بشر خلال ساعات قليلة, وقبل ذلك تكون أجهزة الكمبيوتر قد قضت علي كل أثر للمدنية وطرق السيطرة في الدولة المعادية, من تدمير شبكات الاتصال والطاقة الكهربائية.. الخ, وتكون المنطقة المستهدفة مهيئة تماما كي تقوم جيوش النانو بعملها. ولخطورة هذه التقنية الجديدة فقد خصصت الدول المتقدمة ميزانيات هائلة لتطوير بحوثها, يكفي أن نعلم أن اليابان مثلا قد خصصت مبلغ بليون دولار لتطوير أبحاث النانوتكنولوجي, أما أمريكا فقد خصصت مبلغا هائلا يقدر بتريليون دولار لتمويل أبحاث النانو تكنولوجي وذلك حتي عام 2012, كما أن لدي أمريكا الآن جيشا صغيرا من علماء النانو يقدر عددهم بـ40 ألف عالم فقط!!!
هل نسعد بنوبل ثانية للعالم الكبير الدكتور زويل؟
أتمني ذلك ولكن هذه الأشياء لا تأتي بسهولة.
ما رأيك في اتجاه مصر مؤخرا لإحياء البرنامج النووي؟
لا أستطيع أن أعرف ماذا تفعل مصر بالضبط, لأنني غير متخصص في الطاقة النووية ولكن مصر لديها الحق للاشتراك في البرنامج باعتبارها بلدا علي الخريطة العالمية, كما أن الاتجاه الحالي هو استخدام الطاقة النووية وأشعة الليزر في كل شيء ولكن علينا أن نهتم جيدا بأبعاد المسألة في إطار المنظومة المتكاملة, لأن هذا شيء مهم للغاية.
هل صحيح أنك كنت تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
لم يكن في نيتي يوما من الأيام أن أرشح نفسي لهذا المنصب ولكن جاء ذلك بناء علي رغبة جموع من أساتذة الجامعات المصرية ولكني رفضت, فأنا رجل علم وأتمني لبلدنا مصر أن تكون علي أعلي مستوي من الناحية العلمية وهذا هو دوري وأحب أن أخدمها كعالم وليس كرئيس جمهورية, ولاشك أن هناك أشخاصا أمناء وحريصين علي مصالح البلاد وما دام الدستور يسمح بذلك فعلي من يجد في نفسه مواصفات الرئاسة أن يتقدم.
ما تعليقك علي مايحدث في المسجد الأقصي؟
هذا عمل غير شرعي وغير دولي, ولنا أن نتساءل لماذا يفعلون هذا أو من المخطئ, لأن العالم الآن لن يعترف إلا بقدراتك وإمكانياتك وأنت لو عندك إمكانيات وقدرات ما فعلوا هذا, ونحن في موقف صعب ونتمني أن تخرج المنطقة العربية من الظلمات إلي النور.
ما هي وجهة نظرك في المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي؟!
إنني كمسلم وعربي ومصري, وكعالم يعمل في كبري الجامعات الأمريكية أجدني ملتزما بطرح ما أراه صوابا في مجابهة من يدفعون العالم نحو الأسوأ. لذلك أعتقد أن بعض المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي إنما هي من صنع المسلمين أنفسهم, فكثير من أبناء العالم الإسلامي لايعرفون رسالة الإسلام الحقيقية, ويستخدم بعض القيادات وبعض المتعصبين الإسلام لتعزيز مكانتهم الشخصية وطموحاتهم السياسية, بالإضافة إلي ذلك, يبتدع البعض إيديولوجيات جديدة باسم الإسلام, ويستخدمون تفسيراتهم للقرآن الكريم في المناظرات والجدل لاستنزاف الطاقات البشرية والفكرية للمجتمع. كما أنني أشك فيما إذا كان هؤلاء الأشخاص يفهمون حقا معني التنوير ودوره الحاسم!!
ما تعليقك حول حملة الإساءة التي تعرض لها رسولنا الكريم من الغرب؟
هذه عملية حقيرة بكل المقاييس ولابد للزعماء العرب أن يتحرروا من حالة اللامبالاة والبيروقراطية لنصرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام, والغريب في هذا الأمر أن في الغرب الدين والعقيدة يصعب المساس بهما وهناك العديد من المحاذير التي تمنع من التعرض لأي من الأديان الثلاثة بالإساءة ولذلك أقول إن المقاطعة وحدها لاتكفي.
هل يمكن أن توضح لنا كيف يكون مخ الإنسان قابلا للتشكيل وإعادة تنظيم خلاياه؟
إن دماغ إنسان المستقبل (الإنسان الرقمي) سيكون مختلفا تماما عن دماغ الانسان الواقعي الحالي, لأن دماغ هذا الإنسان سيكون مزروعا برقائق صغيرة جدا مصنوعة بتقنية النانوتكنولوجي, وتؤمن هذه الرقائق قدرة فائقة لهذا العقل, وكما هائلا من المعلومات والقدرات التي تكاد لا تقارن بقدرات العقل البشري الحالية. كما ستؤمن هذه الرقائق الاتصال المباشر والدائم مع الشبكة الدولية وسيستطيع الإنسان الرقمي الافتراضي إنشاء اتصال فوري وفي أي لحظة يريد مع الشبكة, كما سيصبح الدماغ البشري نفسه هو الـ هارد ديسك المحمل بشتي أصناف المعلومات والمتصل مباشرة بسيل المعلومات الذي لا ينقطع, وسيكون الاختلاف بين الإنسان والإنسان معدل الذكاء هو في مقدار ما يتحمله دماغه من سعة, وسرعة هذا الدماغ في تحليل هذه المعلومات, حيث ستصبح السعة والسرعة هما المقياس.
ما هي رؤيتك المستقبلية للعلم بعد مرور خمسين عاما؟
قوة العلم خلال الخمسين سنة القادمة ستكون بلا حدود وستكون هناك قدرة علمية في تطويع الدواء لعلاج الأمراض بشكل فعال بالإضافة إلي التحكم في الفضاء الخارجي وإيجاد وسائل يمكن عن طريقها إعمار الكواكب وإنشاء غلاف جوي لها والسفر منها واليها. كما أنني أري أن مستقبل العالم العربي والإسلامي في العلم, وأعتقد أننا قادرون علي إحداث نهضة علمية تكنولوجية إذ تتوافر لدينا المقدرة, صحيح أن المنطقة العربية تعاني نزاعات ومشاكل داخلية تستنزف كل قدراتها ومواردها, ولكن يتعين علي العرب, إذا كانوا يريدون الارتقاء إلي مصاف الدول المتقدمة, أن يحدثوا نهضة علمية حقيقية.
العالم الكبير د. أحمد زويل:جيوش المستقبل لن تتكون من البشر ؟!
حوار : ليلي محمد مصطفي
ساعة فقط هي عمر اللقاء الذي جمعنا بالعالم الكبيرد.أحمد زويل التقت به الشباب ليحدثنا عن أفكاره ورؤيته المستقبلية للعالم في ظل اكتشاف النانو تكنولوجي ورؤيته للتعليم في مجتمعنا العربي والبحث العلمي والتكنولوجي الحديث المسيطر علي العالم, ونظرا لضيق الوقت لارتباطه بحفل في دار الأوبرا فقد جاءت الإجابات عن الأسئلة بصورة مختصرة .
ماهي أهم اختراعاتك؟
لقد تمكنت من رصد الذرات في حالتها الديناميكية أي تمكنت من رصد الذرات وهي تتحرك معتمدا علي أجهزة الليزر فائقة السرعة, فتمكنت من قياس حركة هذه الذرات بالفمتو ثانية وهومايعادل (1 علي واحد أمامه 15 صفرا من الثانية) وهي أصغر بكثير من البيكوثانية والتي تساوي جزءا من ألف بليون جزء من الثانية (1 علي 12 صفرا), كما أعلنت عن ظهور علوم جديدة مثل الفمتوكيمياء والفمتوبيولوجيا.
إذن ما هو النانو تكنولوجي؟
النانوتكنولوجي يقصد بها تكنولوجيا المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية.
تعني هذه العبارة حرفيا تقنيات تصنع علي مقياس النانومتر. والنانومتر هو أصغر وحدة قياس مترية كما هو معروف, ويبلغ واحدا من ألف من مليون من المتر وتستخدم تقنية النانو في الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدت جديدة ذات سمات غير عادية. وباستخدام هذه التقنية بالإمكان إعادة بناء جزيئات أية مادة وتشكيلها حسبما نريد, فأية مادة في الكون تتكون من جزيئات, فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الجزيئات فإن هذا يعني أن بإمكاننا صناعة ما نريده.
فالنانو تكنولوجي هو الجيل الخامس في عالم الإلكترونيات كما هو معروف, وقد سبقه الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإليكتروني, والجيل الثاني الذي استخدم الترانزستور, والثالث الذي استعمل الذرات الإليكترونية ثم الرابع هو جيل المعالجات الصغيرة المايكروبروسيسر, ونحن الآن نعيش في الجيل الخامس (النانو تكنولوجي) الذي لم يطبق بالكامل بعد, وهو جيل المستقبل, الجيل القادم.
ويضيف قائلا: إن إحدي أهم الصناعات القائمة باستخدام هذه التقنية هي صناعة الإنسان الآلي, وهو ليس الإنسان الآلي الذي نراه في أفلام التليفزيون, وهذه مهزلة إن قورنت بما نتكلم عنه. الإنسان الآلي القادم هو كائن متناه في الصغر ويتكون من الكربون والسيليكون, وهذا الكائن الآلي الصغير قادر علي صناعة الأعاجيب, مثلا بالإمكان إرسال هذه الكائنات النانوية داخل الجسم البشري للقضاء علي خلايا السرطان, وإصلاح الخلايا التالفة, ووقف عملية التقدم في العمر, وهذه الآلات الصغيرة الفائقة الذكاء قادرة علي إنتاج ذاتها بذاتها وفق ظاهرة التصغير. كما أن التطبيقات العسكرية لتكنولوجيا النانو لها إمكانات أكبر من الأسلحة النووية في تغيير توازن القوي جذريا, حيث يمكن التهام قوة معادية في ساعات قليلة بقطعان غير مرئية تقريبا لتريليونات من أجهزة الانسان الآلي التي تنسخ نفسها وتتكاثر بهذه الطريقة.
إن هذا يعني ببساطة أن جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من هذه الكائنات النانوية التي يمكن إرسالها إلي أية بقعة معادية للقضاء علي كل من فيها من بشر خلال ساعات قليلة, وقبل ذلك تكون أجهزة الكمبيوتر قد قضت علي كل أثر للمدنية وطرق السيطرة في الدولة المعادية, من تدمير شبكات الاتصال والطاقة الكهربائية.. الخ, وتكون المنطقة المستهدفة مهيئة تماما كي تقوم جيوش النانو بعملها. ولخطورة هذه التقنية الجديدة فقد خصصت الدول المتقدمة ميزانيات هائلة لتطوير بحوثها, يكفي أن نعلم أن اليابان مثلا قد خصصت مبلغ بليون دولار لتطوير أبحاث النانوتكنولوجي, أما أمريكا فقد خصصت مبلغا هائلا يقدر بتريليون دولار لتمويل أبحاث النانو تكنولوجي وذلك حتي عام 2012, كما أن لدي أمريكا الآن جيشا صغيرا من علماء النانو يقدر عددهم بـ40 ألف عالم فقط!!!
هل نسعد بنوبل ثانية للعالم الكبير الدكتور زويل؟
أتمني ذلك ولكن هذه الأشياء لا تأتي بسهولة.
ما رأيك في اتجاه مصر مؤخرا لإحياء البرنامج النووي؟
لا أستطيع أن أعرف ماذا تفعل مصر بالضبط, لأنني غير متخصص في الطاقة النووية ولكن مصر لديها الحق للاشتراك في البرنامج باعتبارها بلدا علي الخريطة العالمية, كما أن الاتجاه الحالي هو استخدام الطاقة النووية وأشعة الليزر في كل شيء ولكن علينا أن نهتم جيدا بأبعاد المسألة في إطار المنظومة المتكاملة, لأن هذا شيء مهم للغاية.
هل صحيح أنك كنت تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
لم يكن في نيتي يوما من الأيام أن أرشح نفسي لهذا المنصب ولكن جاء ذلك بناء علي رغبة جموع من أساتذة الجامعات المصرية ولكني رفضت, فأنا رجل علم وأتمني لبلدنا مصر أن تكون علي أعلي مستوي من الناحية العلمية وهذا هو دوري وأحب أن أخدمها كعالم وليس كرئيس جمهورية, ولاشك أن هناك أشخاصا أمناء وحريصين علي مصالح البلاد وما دام الدستور يسمح بذلك فعلي من يجد في نفسه مواصفات الرئاسة أن يتقدم.
ما تعليقك علي مايحدث في المسجد الأقصي؟
هذا عمل غير شرعي وغير دولي, ولنا أن نتساءل لماذا يفعلون هذا أو من المخطئ, لأن العالم الآن لن يعترف إلا بقدراتك وإمكانياتك وأنت لو عندك إمكانيات وقدرات ما فعلوا هذا, ونحن في موقف صعب ونتمني أن تخرج المنطقة العربية من الظلمات إلي النور.
ما هي وجهة نظرك في المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي؟!
إنني كمسلم وعربي ومصري, وكعالم يعمل في كبري الجامعات الأمريكية أجدني ملتزما بطرح ما أراه صوابا في مجابهة من يدفعون العالم نحو الأسوأ. لذلك أعتقد أن بعض المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي إنما هي من صنع المسلمين أنفسهم, فكثير من أبناء العالم الإسلامي لايعرفون رسالة الإسلام الحقيقية, ويستخدم بعض القيادات وبعض المتعصبين الإسلام لتعزيز مكانتهم الشخصية وطموحاتهم السياسية, بالإضافة إلي ذلك, يبتدع البعض إيديولوجيات جديدة باسم الإسلام, ويستخدمون تفسيراتهم للقرآن الكريم في المناظرات والجدل لاستنزاف الطاقات البشرية والفكرية للمجتمع. كما أنني أشك فيما إذا كان هؤلاء الأشخاص يفهمون حقا معني التنوير ودوره الحاسم!!
ما تعليقك حول حملة الإساءة التي تعرض لها رسولنا الكريم من الغرب؟
هذه عملية حقيرة بكل المقاييس ولابد للزعماء العرب أن يتحرروا من حالة اللامبالاة والبيروقراطية لنصرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام, والغريب في هذا الأمر أن في الغرب الدين والعقيدة يصعب المساس بهما وهناك العديد من المحاذير التي تمنع من التعرض لأي من الأديان الثلاثة بالإساءة ولذلك أقول إن المقاطعة وحدها لاتكفي.
هل يمكن أن توضح لنا كيف يكون مخ الإنسان قابلا للتشكيل وإعادة تنظيم خلاياه؟
إن دماغ إنسان المستقبل (الإنسان الرقمي) سيكون مختلفا تماما عن دماغ الانسان الواقعي الحالي, لأن دماغ هذا الإنسان سيكون مزروعا برقائق صغيرة جدا مصنوعة بتقنية النانوتكنولوجي, وتؤمن هذه الرقائق قدرة فائقة لهذا العقل, وكما هائلا من المعلومات والقدرات التي تكاد لا تقارن بقدرات العقل البشري الحالية. كما ستؤمن هذه الرقائق الاتصال المباشر والدائم مع الشبكة الدولية وسيستطيع الإنسان الرقمي الافتراضي إنشاء اتصال فوري وفي أي لحظة يريد مع الشبكة, كما سيصبح الدماغ البشري نفسه هو الـ هارد ديسك المحمل بشتي أصناف المعلومات والمتصل مباشرة بسيل المعلومات الذي لا ينقطع, وسيكون الاختلاف بين الإنسان والإنسان معدل الذكاء هو في مقدار ما يتحمله دماغه من سعة, وسرعة هذا الدماغ في تحليل هذه المعلومات, حيث ستصبح السعة والسرعة هما المقياس.
ما هي رؤيتك المستقبلية للعلم بعد مرور خمسين عاما؟
قوة العلم خلال الخمسين سنة القادمة ستكون بلا حدود وستكون هناك قدرة علمية في تطويع الدواء لعلاج الأمراض بشكل فعال بالإضافة إلي التحكم في الفضاء الخارجي وإيجاد وسائل يمكن عن طريقها إعمار الكواكب وإنشاء غلاف جوي لها والسفر منها واليها. كما أنني أري أن مستقبل العالم العربي والإسلامي في العلم, وأعتقد أننا قادرون علي إحداث نهضة علمية تكنولوجية إذ تتوافر لدينا المقدرة, صحيح أن المنطقة العربية تعاني نزاعات ومشاكل داخلية تستنزف كل قدراتها ومواردها, ولكن يتعين علي العرب, إذا كانوا يريدون الارتقاء إلي مصاف الدول المتقدمة, أن يحدثوا نهضة علمية حقيقية.