ابتسـم للحيـاة
الحمد لله, فأنا وأنت لانزال أحياء, نقرأ ونكتب ونتلفت يمينا وشمالا.. ونجلس ونقف وننظر إلى بعيد وإلى قريب.. ونمد أيدينا إلى الطعام وندفعه بعيدا عنا وننهض ونخرج الى أي مكان
*******
كل هذه حركات يجب أن نحمد الله عليها.. فإن كنت ترى أن الذي فعلته أنت في هذه اللحظة ليس شيئا كبيرا, وأنه ليس أسخف من هذا الكلام الذي قلته لك, فأرجوك أن تخطف رجلك الى أقرب مستشفى
انظر من بعيد ما الذي تراه؟
ما الذي تسمعه؟
ما الذي تشمه؟
الحمد لله أنك لست واحدا من هؤلاء الذين أمامك.. إنها نعمة كبرى أن تكون قادرا على الذهاب إلى هناك تتفرج.. وتمكث بعض الوقت.. وتهرب بعيدا, ناسيا أنك أحسن حالا وأصح جسما وأقدر على الحركة
*******
أرجوك أن تجعل طريقك على المقابر.. واحمد ربنا.. وإن كنت في سيارة فانظر إلى الناس.. انهم يمشون على أقدامهم.. وإن كنت تمشي على قدميك, فانظر إلى الناس الذين ينزلون من السيارات وقد ساندوهم, لأنهم لا يقدرون على الحركة.. وإن كانت ذراع واحدة أو ساق واحدة أو عين واحدة توجعك, فاحمد الله على أنها واحدة
وإذا وجدت وجوها مكشرة فابتسم, فإن الإبتسام نعمة كبرى
إن الإبتسام يغسل أعماقك ويجلو وجهك.. ويجعل دنياك أهدأ وأنعم.. صدقني إن الذي لا يملك الإبتسام قد خسر كثيرا جدا.. ولا شيء يدل على حضارة الإنسان مثل إبتسامته وبشاشته.. فالشعوب البدائية لا تعرف كيف تبتسم
الغبتسامة هي أرخص عملية كيميائية خلقها الله.. فلا تكاد تبتسم حتي تتوازن في داخلك قوي وعضلات وأعصاب ووظائف.. مع أن الذي فعلته ليس إلا إضاءة شمعة واحدة على وجهك.. ولكن هذه الشمعة تضيء ما لا نهاية له من الشموع في داخلك
في قلبك
وعقلك
وأحلامك
والطريق أمامك
*******
أرجوك أن تنظر إلى بيتك.. إلى غرفه.. إلى أثاثه.. إلى زوجتك وأولادك
احمد ربك على الذي أعطاك.. لابد أن تفعل ذلك.. لكي تريح نفسك وعقلك وجسدك والناس حولك.. وقوله تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ.. هي حكمة يومك وغدك وعامك المقبل إن شاء الله
*******