من طرف MeMo الثلاثاء 06 فبراير 2007, 5:24 am
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَِ
وبشر الذين آمنوا أي : أخبرهم خبرا يظهر به أثر السرور على بشرتهم وعملوا الصالحات أي : الأعمال الصالحات ، يعني الطاعات فيما بينهم وبين ربهم أن لهم : بأن لهم جنات : حدائق ذات الشجر تجري من تحتها من تحت أشجارها ومساكنها الأنهار كلما رزقوا : أطعموا من تلك الجنات ثمرة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل لتشابه ما يؤتون به ، وأرادوا : هذا من نوع ما رزقنا من قبل وأتوا به متشابها في اللون والصورة ، مختلفا في الطعم ، وذلك أبلغ في باب الإعجاب ولهم فيها أزواج : من الحور العين والآدميات مطهرة عن كل أذى وقذر مما في نساء الدنيا ، ومن مساوئ الأخلاق ، وآفات الشيب والهرم وهم فيها خالدون لأن تمام النعمة بالخلود .
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَِ
إن الله لا يستحي الآية . لما ضرب الله سبحانه المثل للمشركين بالذباب والعنكبوت في كتابه ضحكت اليهود ، وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله سبحانه ، فأنزل الله تعالى : إن الله لا يستحي لا يترك ولا يخشى أن يضرب مثلا أن يبين شبها ما بعوضة ما زائدة مؤكدة ، والبعوض : صغار البق ، الواحدة : بعوضة . فما فوقها يعني : فما هو أكبر منها ، والمعنى : إن الله تعالى لا يترك ضرب المثل ببعوضة فما فوقها إذا علم أن فيه عبرة لمن اعتبر ، وحجة على من جحد ( واستكبر ) فأما الذين آمنوا فيعلمون أن المثل وقع في حقه ، وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا أي : أي شيء أرادالله بهذا من الأمثال ؟ والمعنى ئئئئانهم يقولون : أي فائدة في ضرب الله المثل بهذا ؟ فأجابهم الله سبحانه فقال يضل به كثيرا أي : أراد الله بهذا المثل أن يضل به كثيرا من الكافرين ، وذلك أنهم ينكرونه ويكذبونه ويهدي به كثيرا من المؤمنين ، لأنهم يعرفونه ويصدقونه وما يضل به إلا الفاسقين الكافرين الخارجين عن طاعته .
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَِ
الذين ينقضون يهدمون ويفسدون عهد الله : وصيته وأمره في الكتب المتقدمة بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعد ميثاقه من بعد توكيده عليهم بإيجابه ذلك ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعني : الرحم ، وذلك أن قريشا قطعوا رحم النبي صلي الله عليه وسلم بالمعاداة معه ويفسدون في الأرض بالمعاصي وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم أولئك هم الخاسرون ( مغبونون ) بفوت المثوبة ، والمصير إلى العقوبة .
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَِ
كيف تكفرون بالله معنى كيف ها هنا استفهام في معنى التعجب للخلق ، أي : اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون بالله وحالهم أنهم كانوا ترابا فأحياهم ، بأن خلق فيهم الحياة ، فالخطاب للكفار ، والتعجب للمؤمنين ، وقوله تعالى : ثم يميتكم أي : في الدنيا ثم يحييكم في الآخرة للبعث ثم إليه ترجعون تردون فيفعل بكم ما يشاء ، فاستعظم المشركون أمر البعث والإعادة ، فاحتج الله سبحانه عليهم بخلق السماوات والأرض ،فقال:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌِ
هو الذي خلق لكم لأجلكم ما في الأرض جميعا بعضها للإنتفاع ، وبعضها للإعتبار ، ثم استوى إلى السماء : أقبل على خلقها ، وقصد إليها فسواهن سبع سماوات فجعلهن سبع سماوات مستويات لا شقوق فيها ولا فطور ولا تفاوت وهو بكل شيء عليم إذ بالعلم يصح الفعل المحكم .